اختراق بلا نقرة: كيف يُستغل "زيرو كليك" لاختراق خصوصيتك دون علمك
أطلقت شركة واتساب تحذيرًا عاجلًا لمستخدميها بعد اكتشاف استهداف نحو 100 شخص في أكثر من 20 دولة عبر تقنية قرصنة لا تحتاج لتفاعل المستخدم. تُظهر التحقيقات أن هذه الأداة، المطورة من قبل شركة "باراغون سوليوشنز" الإسرائيلية، وُجهت بشكل أساسي ضد صحفيين وأفراد من المجتمع المدني، مما أثار قلقًا بالغًا حول سلامة البيانات والخصوصية.
ما هو "زيرو كليك"؟
يُعد برنامج "زيرو كليك" أداة تجسس متطورة تُمكن المهاجمين من اختراق الأجهزة دون الحاجة لأي نقرة أو تفاعل من الضحية. تعتمد التقنية على استغلال ثغرات موجودة في أنظمة التشغيل أو التطبيقات، مما يتيح للمتسللين الوصول إلى البيانات الحساسة مثل الرسائل المشفرة، الصور، والمكالمات دون أن يلاحظ المستخدم أي نشاط مشبوه.
آلية الهجوم
- البحث عن الثغرات: يبدأ المتسلل بتحديد نقاط الضعف في البرامج المستخدمة على الجهاز.
- إعداد الكود الخبيث: يتم إنشاء رسالة أو مكالمة صامتة تحتوي على رمز ضار يستغل الثغرة المكتشفة.
- الإرسال والمعالجة: تُرسل البيانات إلى الجهاز المستهدف، حيث تُعالَج تلقائيًا دون تدخل من المستخدم.
- تنفيذ الهجوم: يُفعّل الكود الخبيث، مما يمنح المهاجم وصولاً كاملاً للبيانات المخزنة على الجهاز.
استهداف واتساب وردود الفعل
في حالة واتساب، استغل المهاجمون ثغرة أمنية لاختراق الحسابات دون أي تفاعل من المستخدمين. وقد شهدت الهجمات استهداف صحفيين وناشطين في عدة دول، حيث تم اكتشافها لأول مرة في ديسمبر، وتدخلت الشركة سريعًا لتعطيلها.
ردت الشركة بإصدار بيان يؤكد تعاونها مع جهات إنفاذ القانون وشركاء الصناعة، فيما قامت شركة ميتا، المالكة لواتساب، بإرسال خطاب قانوني يطالب بوقف الأنشطة التجسسية لشركة "باراغون سوليوشنز". كما أعرب الصحفيون والنشطاء عن صدمتهم، واصفين الاختراق بأنه "انتهاك صارخ للديمقراطية"، في ظل تحذيرات باحثي الأمن السيبراني حول خطورة انتشار مثل هذه البرامج على الخصوصية وحرية التعبير.
الخلاصة
يعكس استخدام "زيرو كليك" التحديات الكبيرة التي تواجه الأمن الرقمي اليوم، إذ تُظهر الهجمات كيف يمكن للتقنيات المتطورة أن تُستغل لخرق خصوصية المستخدمين دون أدنى ملاحظة. ومع استمرار تطور هذه الأساليب، يصبح من الضروري تعزيز أنظمة الحماية لضمان سلامة البيانات وحماية الحقوق الرقمية.